السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
قال ابن القيم في : ( جلاء الأفهام ) و هو يذكر أزواج النبي صلى الله عليه و سلم :
فلما توفاها الله سبحانه و تعالى _ يعني خديجة رضي الله عنها _ تزوج بعدها سودة بني زمعة رضي الله عنها ، و هي سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس ابن عبد ود بن نضر بن مالك بن حلس بن عامر بن لؤي ، و كبرت عنده ، و أراد طلاقها ، فوهبت يومها لعائشة رضي الله عنها فأمسكها ، و هذا من خواصها : أنها آثرت بيومها حب النبي صلى الله عليه و سلم ، تقريبا الى رسول الله صلى الله عليه و سلم و حبا له و ايثارا لمقامها معه ، فكان يقسم لنسائه و لا يقسم لها ، و هي راضية بذلك مؤثرة لرضى رسول الله رضي الله عنها .
_ و تزوج الصديقة بنت الصديق ، عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها و عن أبيها ، و هي بنت ست قبل الهجرة بسنتين ، و قيل بثلاث ، و بنى بها بالمدينة أول مقدمه في السنة الأولى و هي بنت تسع سنين ، و مات عنها و هي بنت ثمان عشر ، و توفيت بالمدينة ، و دفنت بالبقيع ، و أوصت أن يصلي عليها أبو هريرة رضي الله عنه ، سنة ثمان و خمسين .
_ ومن خصائصها : أنها كانت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليه كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره وقد سئل : ( أي الناس أحب إليك قال عائشة قيل فمن الرجال قال أبوها ) .
_ ومن خصائصها : أيضا أنه لم يتزوج امرأة بكرا غيرها .
_ ومن خصائصها : أنه كان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها دون غيرها .
_ ومن خصائصها : أن الله عز وجل لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال : ( ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك فقالت أفي هذا أستأمر أبوي ؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة فاستن بها بقية أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم وقلن كما قالت )
_ ومن خصائصها : أن الله سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك وأنزل في عذرها وبراءتها وحيا يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيرا لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شرا لها ولا عائبا لها ولا خافضا من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكرا بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيا لها من منقبة ما أجلها .
_ وتأمل هذا التشريف والإكرام الناشئ عن فرط تواضعها واستصغارها لنفسها حيث قالت : ( ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بوحي يتلى ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رؤيا يبرئني الله بها ) .
_ فهذه صديقة الأمة وأم المؤمنين وحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي تعلم أنها بريئة مظلومة وأن قاذفيها ظالمون لها مفترون عليها قد بلغ أذاهم إلى أبويها وإلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا كان احتقارها لنفسها وتصغيرها لشأنها ....
_ ومن خصائصها : رضي الله عنها أن الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم كان إذا أشكل عليهم أمر من الدين استفتوها فيجدون علمه عندها .
_ ومن خصائصها : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توفي في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها ودفن في بيتها .
_ ومن خصائصها : أن الملك أرى صورتها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يتزوجها في سرقة حرير فقال النبي إن يكن هذا من عند الله يمضه .
_ ومن خصائصها : أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تقربا إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه رضي الله عنهن أجمعين وتكنى أم عبد الله وروي أنها أسقطت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم سقطا ولا يثبت ذلك .
.................................................. ....
جلاء الأفهام في فضل الصلاة و السلام على خير الأنام ( 262) ، تحقيق زائد بن أحمد النشيري _ اشراف : الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى _ دار عالم الفوائد للنشر و التوزيع _ مطبوعات ( مجمع الفقه الإسلامي ) بجدة . _ بتصرف _
.............
قال ابن القيم في : ( جلاء الأفهام ) و هو يذكر أزواج النبي صلى الله عليه و سلم :
فلما توفاها الله سبحانه و تعالى _ يعني خديجة رضي الله عنها _ تزوج بعدها سودة بني زمعة رضي الله عنها ، و هي سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس ابن عبد ود بن نضر بن مالك بن حلس بن عامر بن لؤي ، و كبرت عنده ، و أراد طلاقها ، فوهبت يومها لعائشة رضي الله عنها فأمسكها ، و هذا من خواصها : أنها آثرت بيومها حب النبي صلى الله عليه و سلم ، تقريبا الى رسول الله صلى الله عليه و سلم و حبا له و ايثارا لمقامها معه ، فكان يقسم لنسائه و لا يقسم لها ، و هي راضية بذلك مؤثرة لرضى رسول الله رضي الله عنها .
_ و تزوج الصديقة بنت الصديق ، عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها و عن أبيها ، و هي بنت ست قبل الهجرة بسنتين ، و قيل بثلاث ، و بنى بها بالمدينة أول مقدمه في السنة الأولى و هي بنت تسع سنين ، و مات عنها و هي بنت ثمان عشر ، و توفيت بالمدينة ، و دفنت بالبقيع ، و أوصت أن يصلي عليها أبو هريرة رضي الله عنه ، سنة ثمان و خمسين .
_ ومن خصائصها : أنها كانت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليه كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره وقد سئل : ( أي الناس أحب إليك قال عائشة قيل فمن الرجال قال أبوها ) .
_ ومن خصائصها : أيضا أنه لم يتزوج امرأة بكرا غيرها .
_ ومن خصائصها : أنه كان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها دون غيرها .
_ ومن خصائصها : أن الله عز وجل لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال : ( ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك فقالت أفي هذا أستأمر أبوي ؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة فاستن بها بقية أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم وقلن كما قالت )
_ ومن خصائصها : أن الله سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك وأنزل في عذرها وبراءتها وحيا يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيرا لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شرا لها ولا عائبا لها ولا خافضا من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكرا بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيا لها من منقبة ما أجلها .
_ وتأمل هذا التشريف والإكرام الناشئ عن فرط تواضعها واستصغارها لنفسها حيث قالت : ( ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بوحي يتلى ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رؤيا يبرئني الله بها ) .
_ فهذه صديقة الأمة وأم المؤمنين وحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي تعلم أنها بريئة مظلومة وأن قاذفيها ظالمون لها مفترون عليها قد بلغ أذاهم إلى أبويها وإلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا كان احتقارها لنفسها وتصغيرها لشأنها ....
_ ومن خصائصها : رضي الله عنها أن الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم كان إذا أشكل عليهم أمر من الدين استفتوها فيجدون علمه عندها .
_ ومن خصائصها : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توفي في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها ودفن في بيتها .
_ ومن خصائصها : أن الملك أرى صورتها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يتزوجها في سرقة حرير فقال النبي إن يكن هذا من عند الله يمضه .
_ ومن خصائصها : أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تقربا إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه رضي الله عنهن أجمعين وتكنى أم عبد الله وروي أنها أسقطت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم سقطا ولا يثبت ذلك .
.................................................. ....
جلاء الأفهام في فضل الصلاة و السلام على خير الأنام ( 262) ، تحقيق زائد بن أحمد النشيري _ اشراف : الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى _ دار عالم الفوائد للنشر و التوزيع _ مطبوعات ( مجمع الفقه الإسلامي ) بجدة . _ بتصرف _
.............